ويتنوع أداء الزغرودة وأسلوبها بين الدول بعضها البعض. فهي موجودة في الدول العربية والأوربية والأمريكية، وبأشكال وأساليب مختلفة. وهذه الزغاريد تردد في مصر، وفى فلسطين أيضا تعبرًا عن الفرح، وقد بدأت كتسبيحة تقال عند ذكر اسم (يهوه Jah-Jahovh). وأصل هذه الزغرودة هللويا _ جاه (Hallelu-Jah) وقد حرفها الإغريق، فأصبحت بلا معنى عندما صارت (اللويا Alleluia)، وقد أصبحت كلمة مقدسة بالاستعمال، ثم تطورت أخيرًا إلى الصوت المعروف (لو لو لو Lu-Lu-Lu).()
وفى آخر سفر المزامير (الزبور) ما ترجمته: (هللويا غنوا للرب ترنيمة جديدة، وتسبيحة له في جماعة الأتقياء). ليفرح إسرائيل بخالقه، وليبتهج صهيون بملكهم، ليسبحوا اسمه برقص.. وهذا كرامة لجميع أتقيائه هللويا) [المزمور 149].()
وذلك شائع بوجه خاص عند النساء المصريات حيث ترفع المرأة صوتها لتقول (زغرودة لِلِّي يحب النبي.. لولولو..) لتسمع دويًا من الزغاريد يردده النسوة الحاضرات في أسلوب جماعي كأنهن فرقة موسيقية مدربة. وقد حدث في أثناء حملة كتشنر على السودان في سنة 1897م مشهد. خروج النساء للقاء شاول، فبعد المعركتين الخاسرتين في (عطبرة)، و (أم درمان) خرجت النساء من المدن والقرى لمقابلة القوات المنتصرة التي خلصتهم من العدوان، وأخذن يطلقن زغاريد النصر.()
معنى (ياهو-يهوه): ويتبين من نشأة الزغرودة صلتها بـ(يهوه) أو (ياهو) ونفس الاسم يردده اليهود وكذلك الصوفية فيذكر (محيى الدين ابن عربي) الصوفي في كتابه (اصطلاحات الصوفية) (ص 27) (الهو: الغيب لا يصح شهوده ). (!)
الكاتب اليهودي المعروف (ول ديورانت) فهو يتساءل في الجزء الثاني من كتاب قصة الحضارة (ص 366 وما بعدها)… (العلماء يجمعون على أن أقدم ما كتب عن أسفار التوراة هما القصتان المتشابهتان المنفصلة كلتاهما عن الأخرى في سفر التكوين تتحدث إحداهما عن الخالق باسم (يهوه) على حين تتحدث الأخرى عنه باسم (الوهيم).. وعن اشتقاق الاسم (يهوه): يقول الأستاذ العقاد إن اسم (يهوه) لا يعرف اشتقاقه على التحقيق، فيصح أنه من مادة الحياة، ويصح أنه نداء لضمير الغائب أي (ياهو) لأن موسى علم بنى إسرائيل أن يتقوا ذكراه توقيرًا له، وأن يكتفوا بالإشارة إليه، وهذا الاتجاه هو ما ذهب إليه Smith، ويضيف هذا احتمالاً لاتجاه آخر؛ هو أن الكلمة العبرانية المماثلة لكلمة (لورد Lord) هي (يهوا) وكانت اللغة العبرية تكتب بدون حروف علة حتى سنة 500م ثم دخلت هذه الحروف فأصبحت كلمة يهوا: ياهوفا Jahovah وبذلك فكلمة (يهوا) أو (ياهوفا) معناها سيد وإله).()
في الكتاب المشين (تولدوث جيشو(: (روى أنه في بيت المقدس صخرة مسح عليها بالزيت البطريرك جاكوب. ونقشت على هذه الصخرة حروف الاسم (IHVH)، وإذا استطاع أي إنسان أن يتعلم طريقة لفظ هذه الأحرف، فبإمكانه هدم العالم: لذلك، قضوا بأنه يجب أن يتعلمها أي إنسان، ووضعوا كلبين عند عمودين حديديين أمام بيت المقدس، بحيث إنه إذا تعلم أحد لفظ تلك الأحرف نبح الكلبان عند خروجه من بيت المقدس، فينسى الأحرف نتيجة الخوف المفاجئ. ومروى بعد ذلك: (جاء يسوع ودخل (إلى بيت المقدس) فتعلم الأحرف ودونها على رق، ثم شق لحم فخذه. وأقحم قطعة الرق هناك. وقد التأم الجرح لأنه لفظ الاسم (الإلهي).
ويعلق الدكتور محمد الشرقاوي فيقول: (لا أحد يعرف كيف يقرأ هذا الاسم لله. لكنه من المؤكد أنه لا يلفظ يهوا Jahovah، على الوجه الصحيح، مع أنه يلفظ هكذا عادة. لأن الأحرف اللينة لهذه الكلمة الرباعية هي الأحرف اللينة للاسم أدوناي adonai وهكذا يقرأ اليهود اسم IWVH إلا أنهم، تبجيلاً، لا يدونونه في كتبهم، باستثناء الكتب المقدسة، ويكتفون بالإشارة فقط إلى هذا الاسم، أو كلمة هاشيم Haschim).()
وبثبوت إنشاء اليهود للفرق الشيعية عن طريق (عبد الله بن سبأ) فلا مانع أن يكون (ياهو) [ذلك اللفظ القاصر استعماله عند المسلمين المتشيعين والصوفية] قد تسرب من اليهود إلى تلك الفرق الضالة حيث لم يرد استعمال ذلك الاسم أو اللفظ لنداء الله عز وجل لا في الكتاب ولا في السنة على الإطلاق، وإذا كانوا يطلقونه للإشارة إلى الله فهذا خلاف ما أمر الله به. وَلِلَّهِ الأَسْمَآءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُواْ الَّذِينَ يُلْحِدُونَ في أَسْمَآئِهِ [الأعراف:180].
إن التوسل إليه سبحانه بأسمائه وصفاته أحب إليه، وأنفع للعبد من التوسل إليه بمخلوقاته.()ويضيف ابن القيم رحمه الله فيقول: فعليك بمراعاة ما أطلقه سبحانه على نفسه من الأسماء والصفات والوقوف معها، وعدم إطلاق ما لم يطلقه على نفسه ما لم يكن مطابقًا لمعنى أسمائه وصفاته وحينئذ فيطلق المعنى لمطابقة له دون اللفظ، ولاسيما إذا كان مجملا أو مقسمًا إلى ما يمدح به، وغيره فإنه لا يجوز إطلاقه إلا مقيدًا، وهذا كلفظ (الفاعل) (والصانع) فإنه لا يطلق عليه أسمائه الحسنى إلا إطلاقا مقيدًا أطلقه على نفسه كقوله تعالى: فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ [البروج: 16]، وَيَفْعَلُ مَا يَشَاءُ [إبراهيم: 27]، وقوله صُنْعَ اللهِ الذي أَتْقَنَ كُلَّ شَىْءٍ [النمل: 88]، فإنه اسم الفاعل والصانع منقسم المعنى إلى ما يمدح عليه ويذم.()
(ياهو-يهوه) شيطان: وكان اليهود يميلون إلى عبادة الأصنام وكل ما هو مادي قال تعالى: وَجَاوَزْنَا بِبَنِى إِسْرائِيلَ الْبَحْرَ فَأَتَواْ عَلَى قَوْمٍ يَعْكُفُونَ عَلَى أَصْنَامٍ لَهُمْ، قَالُواْ يَا مُوسَى اجْعَلْ لَنَا إِلاهًا كَمَا لَهُمْ ءَالِهَةٌ قَالَ إِنَّكُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ [الأعراف: 138]، ولم تؤثر فيهم موعظة موسى عليه السلام فتركوا عبادة الله وعبدوا العجل قال تعالى: وَاتَّخَذَ قَوْمُ مُوسَى مِن بَعْدِهِ مِنْ حُلِيِّهِمْ عِجْلا جَسَدًا لَهُ خُوَارٌ، أَلَمْ يَرَواْ أَنَّهُ لايُكَلِّمُهُمْ وَلا يَهْدِيهِمْ سَبِيلا اتَّخَذُوهُ وَكَانُواْ ظَالِمِينَ [الأعراف: 148].
يقول لورد ماكولى: (لطالما أذن فينا التاريخ ببيان ما أدخل اليهود قديما في دينهم من البدع مستمسكين بما أملاه عليهم خيالهم الفاسد من ضرورة أن يكون لهم إله محسوس ملموس يقصدونه بالعبادة والإجلال. وهناك مصادر كبيرة تشير أن إدخال اليهود السحر والتنجيم والأساطير الغربية في كتب العبادة (الكابالا) اليهودية فهم ينكرون كل ما هو روحي ومعنوي في الحياة مع الانحراف الكامل إلى المادية الخالصة وإنكار الحياة الآخرة، وقد عرفوا بصناعة التنجيم والسحر وإرسال الغموض على يوم الحشر والدينونة فضلا عن الأنانية وحب الثراء. مع روح الغلو والتحدي والخيلاء. وبذلك يمكن القول بأن مصادر الفكر اليهودي هي: الفكر البابلي القديم والفكر الهيليني معا). ()
أحد كبار الماسون يقول: (إن الماسونية هيكل عظيم كهيكل رومية القديم (الباثون) يحفل بجميع ال**هة، ويتألف من مجموعها كلهم، فإله الماسون هو إله الصين والهند وبرابرة أفريقية، ويذهب بعضهم إلى أن إله الماسون هو (أدونيرام) الذي هو أوزوريس إله المصريين أو ميترا إله الفرس أو باخوس إله اليونان أو أحد الآلهة المتعددين الذين كانوا في أسلاف الزمان يمثلون الشمس). ()
إن إقرار الصهاينة في بروتوكولاتم (البروتوكول الرابع) () أن: [المحفل الماسوني المنتشر في كل أنحاء العالم ليعمل في غفلة كقناع لأغراضنا] يدلل على مشاركتهم للماسون في عبادة معبود واحد مشترك، هذا بالإضافة إلى إقرارهم أن معبودهم هو نفس معبود الوثنيين رغم المسميات المختلفة لل**هة، مما يؤكد لنا بلا أدنى شك من كان يعبد الفراعنة ومن يعبد اليهود لتنكشف لنا حقيقة معبودهم الخاص [ياهو– يهوه]، وهذا يؤكد أن معركتنا الأولى هي ضد إبليس، فبما أنه لدى اليهود الاستعداد الفعلي لعبادة الأوثان بثبوت عبادتهم للإله الكنعاني [ياهو]، وإذا علمنا أن الشيطان يقف وراء عبادة الأوثان، بقى لنا أن ندرك مدى الصلة والتشابه بين صفات الإله [ياهو] وبين صفات الشيطان ليتأكد لنا أن الإله [ ياهو ـ يهوه] هو بصراحة [إبليس] المعبود المشترك للوثنيين ولكل من لم يعبد الله.
يقول الفريد مز: (وإن يهوه هو الإله الصحراوي الضيق الأفاق: الإله الذي كان يتميز بقسوة وعصبية قبلية).() (وإله اليهود (يهوه) كما تصوره كتبهم المقدسة ليست له إلا صفات شيطان. أو هو أحد أصنام اليهود القديمة أيام كانوا وثنيين بدوا. وقد حورت صفاته الوثنية بعض التحوير، ومنها أنه صار مجردًا بعد أن كان مجسدًا).()
ول ديورانت المؤرخ اليهودي يقول: (يبدو أن الفاتحين اليهود عمدوا إلى أحد **هة كنعان فصاغوه في الصورة التي كانوا عليها، وجعلوا منه إلهًا، ويؤيد ذلك أن من بين الآثار التي وجدت في كنعان سنة 1931 قطعًا من الخزف من بقايا البرونز (3000ق.م) عليها اسم إله كنعاني يسمى (ياه أو ياهو)، فيهوه ليس خالقًا لهم، وإنما هو مخلوق لهم، وهو لا يأمرهم، بل يسير على هواهم وكثيرًا ما يأتمر بأمرهم، وفى يهوه صفاتهم الحربية إن هم حاربوا، وصفات التدمير لأنهم مدمرون، وهو يأمرهم بالسرقة إذا أرادوا أن يسرقوا، ويعلم منهم ما يريدونه أن يعلم.()
(إن الإله (يهوه) كما وصفته التوراة شيطان متوحش شرير شغوف بالخراب والفساد وإراقة الدماء مع (شعب الله المختار) وجب عليه أن يتصوره مخلوقًا شيطانيًا مسرفًا في الحب والتدليل لشعبه المختار وهو أعجز المخلوقات حيلة في سياستهم وسياسة خصومهم، فيما هو راضى عنهم كل الرضا إذ هو ساخط عليهم كل السخط. وهو مفرط في الحقد والكراهية لأعدائهم. فهو لذلك ولأنه لا حد لقدرته، ولعدم حيلته، ينزل ضرباته على هؤلاء الأعداء في إسراف وجنون وقسوة لا حد لها، وينتقم لأتفه الأسباب أبشع انتقام. وهو رغم قدرته التي لا حد لها، مخلوق (جبان) يهاب مالا يهابه إنسان ذو شجاعة عادية فهو ينكص عن محاربة بعض أعدائه وأعدائهم: لأن الأعداء في الحروب عجلات قوية، فهو يترك اليهود وشأنهم، ولا يخوض معهم في حربهم لهم خوفًا من هذه العربات إلى غير ذلك من الفروض المستحيلة التي لا يستطيع العقل أن يحتفظ بوحدته معها، ويكاد ينسحق تحت وطئتها).()
(وممن فطنوا إلى خبث هذه التعاليم في القرن الثالث المعلم الفارسي مانى.. الذي أنكر اليهودية واعتبر معبودها ( يهوه) شيطانا كما اعتبر تعاليمها من وساوسه الشيطانية). ()
هكذا تبزغ شمس الحقيقة بين قرني شيطان لتنطق بأن الإله (ياهو-يهوه) هو إله ذو صفات لا تتفق ونزاهة صفات الله تعالى ولا قدسيتها، إذًا لا يمكن أن يكون الله عز وجل هو من يعبده اليهود، بل سنجد أن تلك الصفات تفوح من بينها رائحة إبليس، فبمن تليق تلك الصفات إلا به عليه اللعنة أو على الأقل يتقربون إليه عن طريق عبادة أحد أعوانه المقربين؟! فمن الصفات المشتركة بين إبليس و الإله [ياهو] أنه جبان قال تعالى: فَلَمَّا تَرَآءَتِ الْفِئَتَانِ نَكَصَ عَلَى عَقِبَيْهِ وَقَاَلَ إِنِّى بَرِىءٌ مِنْكُمْ [الأنفال: 48]، ويخوف أوليائه قال تعالى: إِنَمَا ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَآءَهُ [** عمران: 175]، ويأمرهم بكل أنواع الفواحش والمنكر من قتل وسفك للدماء قال تعالى: وَمَنْ يَتَّبِعِ خُطوَاتِ الشَّيْطَانَ فَإِنَّهُ يَأْمُرَُ بِالفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ [النور: 21]، و يتبع أهوائهم في البخل فيعدهم الفقر ويأمرهم بالفواحش تبعا لأهوائهم قال تعالى: الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُمْ بِالْفَحْشَآءِ [البقرة: 268]، إذًا فالإله [ياهو _يهوه] هو إبليس عليه اللعنة.
إذًا هذه الزغرودة هي تسبيحة للشيطان عليه اللعنة أي [تنزيهًا للشيطان لعنه الله] فكيف للمسلمات الموحدات أن يخرج من بين أفواههن الطاهرة بذكر الله تلك الفعلة الشنعاء ؟ ثم يشتكين من المس والتسلط الشيطاني. ولا يشترط في تحريم الزغرودة وجود نص شرعي صريح مباشر يجزم بحرمتها، ولكن العبرة بأصلها أنها شرك بالله، وبذلك لا يعوز تحريمها دليلا أكثر من ثبوت الشرك فيها.
عن أنس? أن رسول الله قال: (صوتان ملعونان في الدنيا و الآخرة ?:? مزمار عند نعمة، ورنة عند مصيبة). () (هو ال**ة التي يرمز بها بكسر الميم قال الشارح ?:? والمراد هنا الغناء لا القصبة التي يرمز بها كما دل عليه كلام كثير من الشراح ?(? ورنة ?)? أي صيحة ?(? عند مصيبة ?)? قال القشيري?:? مفهوم الخطاب يقتضي إباحة غير هذا في غير هذه الأحوال وإلا لبطل التخصيص انتهى وعاكسه القرطبي كابن تيمية فقالا?:? بل فيه دلالة على تحريم الغناء فإن المزمار هو نفس صوت الإنسان يسمى مزماراً كما في قوله لقد أوتيت مزماراً من مزامير ** داود انتهى وأقول ?:? هذا التقرير كله بناء على أن قوله نغمة بغين معجمة وهو مسلم إن ساعدته الرواية فإن لم يرد في تعيينه رواية فالظاهر أنه بعين مهملة وهو الملائم للسياق بدليل قرنه بالمصيبة).?
إذا فالزغرودة هي من جملة طقوس السحر وعبادة الشيطان،ويجب أن تمتنع نساء المسلمين عن التعبير بفرحتهن بإطلاق الزغاريد.
تعريفها لغة: زغرد الزغرودة: هدير يردده الفحل في حلقه.() وهى ذلك الصوت الترددي الرنان الذي تطلقه تلك النساء الرقيعة في الأحياء الشعبية في المناسبات السعيدة و الأفراح تعبيرًا عن فرحهن وسعادتهن، وقد برع فيه أدائها النساء المصريات، حيث تأخذ عندهن ما يشبه المنافسة أيتهن أشد رنينًا ودويًا، وبلغ اهتمام النساء في مصر بالزغرودة وإجادتها مبلغًا واضحًا، خاصة عندما انتشرت بينهن بدعة شيطانية تدعو إلى أن تلعق الفتيات الصغيرات بطن [ضفدعة] حتى تتقن أداء الزغرودة.