- تتعدد وتختلف أساليب التفكير بين البشر جميعاً وفقاً لمعايير وأبعاد اجتماعية تتمثل في النشأة وما يترتب عليها من توجهات وميول ؛ لذا تتعدد الطباع ويترك كل منا في نفس الآخرين طابع يتميز به دون غيره حتى وأننا في كثير من الأحيان قد يتشابه علينا رؤية شخص من بعيد ويبدو لنا ربما أنه صديق أو أحد أفراد الأسرة إلا و أن رأيناه يقوم بفعل معين يختلف عن الشخص المُقرب لنا فنتأكد أنه شخص آخر فقط يشبهه شكلاً وليس موضوعاً، وهذا هو ذات الموضوع وحيثيته أن التشابه والتطابق في الشكل دائماً ما يثير الإعجاب حتى وإن كان على سبيل الدعابة ، أما عن التطابق في المضمون من ناحية الفكر والتفكير والتوجه فلن يثير إلا الملل ومحدودية الرؤية وعدم القدرة على الإلمام بالأمور في رؤية شاملة تتميز بحُسن إدراكها للتفاصيل ، ولهذا السبب كانت فطرة الله أن تختلف العقليات وأساليب التفكير بين الرجل والمرأة كونهم نواة المجتمع التي تطرح الثمار مختلفة المذاق .
- يتبلور أسلوب التفكير عند الرجل في محور الرؤية الشاملة والتي تهدف إلى تكوين انطباع عام عن الأشياء والأشخاص في محيط تعاملاته اليومية بالقدر الذي يحتاجه إلى فهم كيفية التعامل بشكل عام وسريع ، وينتج عن هذا في بعض الأحيان أن تكون الانطباعات الأولى غير صحيحة نسبياً كونها تفتقر إلى الإلمام بالتفاصيل التي من شأنها أن تغير الكثير من الأمور وأن تضيف إلى لوحة فنية مثلاً طابعاً خاص من الجمال أو تسلبها هذا الطابع إن دققنا النظر بإمعان ، بينما على العكس تكون المرأة في هذه الناحية من التفكير فهي دائما ما تهتم بالتفاصيل وتسعى إلى فهمها ولا تبدي انطباعها إلا بعد أن تدقق بما يكفي لها حتى تتمكن من إصدار قرارها بإحكام و يعزي هذا الأمر إلى طبيعتها الخلقية بما تحمله في نفسها من أنوثة تبعث الأمومة لتُعمر الأرض في رقة بالملائكة من الأطفال وهو السبب الذي من أجله تتأنى دائما حتى تطمئن عليهم في أدق تفاصيل حياتهم بما يكفل لهم السعادة والأمان لذا فالاهتمام بالتفاصيل هو دائماً جزء لا يتجزأ عن فكرها وشخصها بل وإن انفصل تفقد هي ملمحاً جميلاً من أنوثتها وربما يصيبها الضرر في بعض الأحيان .
- ومن خلال دراسات متعددة بشأن الرجل والمرأة وأسلوب التفكير اتضح أن الطبيعة لم تختلف عن الطابع العام لكل منهما أي أن التكوين التشريحي للمخ يختلف بين الرجل والمرأة وهو العامل الرئيسي الذي يندرج تحته أسباب الاختلاف ، وأكدت الدراسات الطبية على أن الدوائر العصبية في خلايا المخ تزيد عند الأنثى في الجانب الأيمن والأيسر وتبدو متشابكة تماماّ وهو الأمر الذي يزيد من دقة إعمال المخ عند النساء وتفوقه في أمور عديدة من بينها الإلمام بالتفاصيل وقوة الذاكرة ويساعدها كثيراً في القيام بالعديد من الأمور في وقت واحد وهذا ما نراه بأعيننا في المرأة حينما تطهي الطعام وهي تتحدث في الهاتف وفي نفس الوقت تشاهد التليفزيون ، بينما عقل الرجل يختلف في تكوينه التشريحي حيث تزيد الدوائر العصبية من الأمام والخلف ولا تتشابك بنفس المقدار عند المرأة وهو الأمر الذي وإن تخيلناه بشكل ودي وربما على سبيل الدعابة يفسر لنا سهوله سرقة انتباه الرجل ولو بعطر يفوح من بعيد ، وعلى محمل الجدية تتيح القدرات العقلية للرجل بالطبع التفوق في نواحي أخرى حتى تكتمل منظومة الحياة بين الرجل والمرأة ومنها سرعة اتخاذ القرارات الحاسمة في المواقف الصعبة والتي قد تعرقل النساء اهتمامها بالتفاصيل عن حسم الأمر في الوقت ذاته .
- يبرز أيضاً الاختلاف في التفكير بين الرجل والمرأة بالشكل الذي يضفي للحياة المرونة والقدرة على الاستمرارية حيث يميل النساء في أغلب الأحيان إلى النواحي العاطفية والرقة والرغبة في التواصل الاجتماعي بينما ينزح الرجال في أغلب الأحيان إلى الواقعية والتماس الحقائق والأسباب الفعلية ، لذا فقد شرع الله الزواج بينهما حتى تنتظم الحياة بمعايير متوازنة تحمل في طيات العلاقات الإنسانية العاطفة والواقع .
- وأخيراً ومحاولة مني للإجمال بعد التفصيل في قول واحد أتمنى أن يصيب :-
- إن الفرق في التفكير بين الرجل والمرأة لا يجب أن يكون أبداً هو الفارق بينهم ؛ إنما هو ما يثمر عن الالتقاء حتى تكتمل ملامح الصورة المجتمعية وتبدو ألوانها جميلة ومتناسقة .