التبخير والتدخين وعلاقتهما بالجن والشياطين وطقوس السحر
الكاتب: بهاء الدين شلبي.الكاتب: بهاء الدين شلبي.استخدامات البخورIncense : عرف البخور منذ قديم الزمن، حيث كان ولا يزال يستخدم للتعطير في البيوت ودور العبادة والأسواق والأماكن المفتوحة، وكذلك يدخل كعنصر رئيسي في طقوس السحر والمعابد الوثنية وليس بغرض التعطير كما في المساجد الإسلامية، وبعض المعالجين يستخدمون البخور في علاج المرضى المصابين بالمس والسحر والعين فله تأثير في الجن، وكان البخور يستخدم بغرض التعقيم في المقابر الفرعونية، فقد ذكر الأثريون أنه عند فتح بعض المقابر الفرعونية كانت تنبعث منها رائحة البخور، وذلك بما ينفع في القضاء على العتة الميكروبات والجراثيم، وأحيانا يستخدم التبخير في تجهيز بعض الأطعمة كالأسماك والجبن واللحوم المدخنة، ويستخدم التبخير في مقاومة الآفات الزراعية، وفي القضاء على الناموس والبعوض وبعض الحشرات والهوام، واليابان والذي يعتبر اكبر مستورد للبخور وبكميات هائلة جدا لإحياء طقوسهم الدينية والهند تستخدم اخشابه لحرق جثث كبار الشخصيات. ومن أشكال التبخير المختلفة واستنشاق البخور، والتي غفل أكثر الناس عن صلتها بالبخور، ألا وهو تدخين التبغ، فيتم إشعال أوراق التبغ واستنشاقها عن طريق الفم، سواء عبارة عن لفائف تبغ فيما يعرف بالسيجار، أو خليط من أنواع أوراق التبغ المخلوطة كما في لفائف التبغ أو ما يعرف بالسجائر، أو ما يوضع في الغليون كما كانت قبائل الهنود تفعل في بداية اكتشاف التدخين، وكلك ما يوضع من (التنباك) على الفحم ويدخن عن طريق الشيشة، وكذلك تدخين الحشيش والقات والبانجو، وعلى هذا فتدخين التبغ ومشتقاته فرع أصيل من فروع استخدام البخور.وهناك أساليب أخرى بديلة عن البخور، وقد شاع استخدامها أيضا، أحيانا تستخدم الزيوت العطرية في فواحات فيحترق الزيت مطلقا دخانا محملا برائحة الزيوت العطرية، وأيضا يدل في تركيب الشموع، فبمجرد احتراق الشمعة تنبعث منها رائحة طيبة تعطر المكان.وأحيانا تقوم بعض النساء بابتكار توليفات وتركيبات جديدة من أنواع البخور المختلفة على زوقهن الخاص، كأن تخلط العود والمسك والعنبر ودهن الورد، ثم تجفف الخليط لتدسه في خزائن الملابس لإكسابها رائحة عطرة مميزة.ويتم وضع هذه الأعشاب والمواد العطرية على الجمر المشتعل لتحترق مطلقة الدخان المحمل بالزيوت العطرية النفاذة، ويستخدم عادة في التبخير مباخر أو مجامر خاصة يوضع فيها الفحم المشتعل والبخور، وهي ذات أشكال متعددة وألوان جذابة، ومنها الغالي الثمين الذي يعتبر كتحفة وزينة للبيت، ومنها الاستهلاكية والتي تصنع من مواد مختلفة كالفخار والمعادن، ومنها مباخر كهربائية تعمل بدون فحم، والبعض الآخر منها يعمل بالفحم الطبيعي أو الصناعي.يحرق البخور في البيوت العربية ليضفي عليها البخور رائحة ذكية، حيث يعد مظهراً من مظاهر حسن الضيافة والترحيب بالزوار، والاحتفال بالمناسبات السعيدة كالزواج والإنجاب، حيث يبخر في هذه المناسبات أو عند استقبال الزوار بأنواع غالية الثمن من البخور، بينما يستخدم عادة أنواع زهيدة الثمن من البخور لتبديد رائحة الطبخ في البيت.وكانت تجارة البخور رائجة في العصور القديمة والأمم الغابرة حتى عصرنا هذا، فالبخور لا يستخدم للتعطير فقط، ولكنه يدخل أيضا في المعابد الوثنية كأحد الطقوس الرئيسية فيها، كالمعابد البوذية والهندوسية والسيخية، وكما في الكنائس يبخرون بما يعرف (المستكة الجاوي)، ويستخدم بشكل رئيسي في طقوس السحر ومنها طقوس الزار، وتستخدمه قبائل الفوودوو VOODOO في صناعة أسحارهم التي اشتهروا فها في العالم كله، وتعج كتب السحر بخلطات ووصفات لا حصر لها من أنواع البخور المختلفة، والفارق بين التبخير في مساجد المسلمين عن غيرها من المعابد أن البخور يستخدم هنا بغرض التعطير فقط لا بغرض العبادة، بينما في الملل الأخرى يدخل كأحد الطقوس التعبدية.
أشهر أنواع البخور:
ويصنع البخور من مواد تحتوي على زيوت عطرية نفاذة، تستخلص من أعشاب كالزعفران، ولحاء الأشجار (كالعود)، وإفراز الأشجار (كاللبان)، وكذلك يستخدم (العنبر) في التبخير وهو يستخرج من الحوت، و(المسك) وهو يستخرج من حوصلة تخرج من نوع معين من الغزلان، وكذلك الصندل، والحنة، والياسمين، وتتنوع المصادر وتختلف الأنواع من أعشاب وأشجار والتي تتواجد في بلاد شتى من أنحاء العالم، وأحيانا يصنع البخور من خلطات أعشاب ومواد عطرية مختلفة، ويحتفظ مصنعي هذه الخلطات ومبتكريها بسر تركيبتها، وقد يصنع البخور على هيئة عيدان، أو خلطات معبأة في أكياس خاصة، أو مجسمات ذات كتلة. ومن أشهر أنواع البخور المسك، العود، الجاوني، المصطكي، الصندل، الكافور، اللبان المُر (الكندر)، السعد (وهو عبارة عن العقد الجذرية المجففة)، البشع (ينمو على بعض الصخور الرطبة وكذلك على جذوع بعض الاشجار الكبيرة مثل العرعر حيث تجمع وتجفف وتستعمل كبخور)، الأظفر (وهي اظافير (حراشف) مشتقة من حيوانات بحرية أو برية، وبعضها نظيف جداً وخال من البقايا اللحمية وهي اما متطاولة أو مدورة، أما إذا وجد فيها بقايا لحم فلابد من إزالته وذلك بنقعها في الماء لمدة 24ساعة ثم ينزع اللحم منها وتنظف جيداً وتجفف ثم تستعمل).موطن العود:
المصطلح العلمي للشجرة العود يسمى بـ (إقوالوريا) وهي شجره الأم من أصل 15 شجره موجودة بالعالم كله حيث انقرض اغلب الأشجار بسبب اقتلاعه لاستخراج الدهن والبخور. (إقوالوريا) ويصل عمره ما بين 70-100 سنه والذي ينمو في المناطق الاستوائية الرطبة الممطرة بكثرة والتي تشتهر به مناطق شرق آسيا وخاصة (فيتنام-إندونيسيا-الهند-كمبوديا-تايلاند) وهو ينمو بسرعة عالية جدا خاصة أن توفر المناخ الجيد ويصل نموه واكتماله في خلال ثلاث سنوات فقط.شجر العود
عودوتعتبر ماليزيا وإندونيسيا المصدرين الرئيسيين لهذه التجارة خاصة لدول (السعودية-الإمارات-هونج كونج-الكويت-وبقيه دول الخليج -اليابان)، ويصل حجم استيراد السعودية من البخور ودهن العود لأكثر من ألف طن سنوياً وبقيمه تتجاوز 25مليون ريال وذلك بعد نضوب المخزون الطبيعي للهند نتيجة الاستنزاف . ولقد اكتشف الباحثون آثار للشجرة كانت تزرع بجزيرة العرب والتي انقرضت عبر السنين مع الحيوانات الأخرى (وهذا أحد أسباب اهتمام أهل الجزيرة بالبخور والعود).ورده من شجره الاقوالوريا
بذور شجرة البخور
استخداماته الطبيه: عندما تصاب شجرة العود بفطر معيّن تنتج مادة راتنجية عطرية تؤدي إلى تكوين العود، وهو خشب داكن اللون وثقيل الوزن ولا يعرف بوجود العود داخل لب الشجرة إلا بعد شقها ((علماً أن نحو 10 في المائة فقط من هذه الأشجار تنتج المادة الراتنجية)) والذي يتم قطع الأشجار بلا تمييز والبحث داخل لبها عن العود، مما أدى إلى تدهور مريع لأعدادها في البرية. فله استخدامات تطبيبية حيث استخدمه الأطباء الهنود والباكستانيون البخور لتعقيم غرف العمليات وأيضا يستخدم زيته (دهن العود) للتحنيط.وكذلك فاستنشاقه مفيد لصحة القلب وقوته وكذلك يساعد على حركه سريان الدم في الجسم (ولا غرابة عندما نشاهد بعض كبار السن من تجار البخور والعود بصحة جيده بفضل البخور بعد الله) كما يستخرج منه مادة لدخول في مكونات المضادات الحيوية.استخراجه:
طبعا استخراجه لا يكون إلا عن طريق قطع الشجرة..وهذا الذي يسبب بارتفاع سعره وليس بكل الحالات يتم إيجاد خشبه البخور داخل الشجرة بل من بين كل 10 يجدون هدفهم بإحداها وهي توجد تحديدا داخل الأشجار المعمرة وفي منتصفها.. ولا يمكن تحديد الشجرة التي تحتوى على البخور إلا عن طريق الخبراء
فقط.الصورة توضح طريقه القطع
صناعة البخور: وتزدهر صناعة البخور في دول شرق آسيا وأفريقيا، وقد شاع التبخير في المنطقة العربية والخليجية، ويجلب البخور عادة من الهند وبنغلادش وكمبوديا وماليزيا وبروناي وبورما وأندونيسيا والفلبين ولاوس وفيتنام وكذلك غينيا بيساو.هل فكرت يوما في كيفية صنع دهن العود والبخور، وهل فكرت ايضا في مدى المعاناة التي يتكبدها التاجر للحصول على جذع صغير من شجرة أكلتها البكتيريا وتحولت بفعل ذلك الى رائحة زكية وعطرة قد يبقى عبقها اياما في ملابسك. قد لا يعرف الكثيرون أن الحصول على الشجرة التي يستخرج دهن العود والبخور منها يتطلب التعامل مع أكلة لحوم البشر وهم ملاك هذه المناطق النائية في إندونيسيا وكمبوديا وماليزيا وبروناي وبورما والتي تنمو فيها هذه الشجرة. ويكمن الخطر في كيفية التعامل مع أولئك الناس الذين يعيشون شبه عراة في الأدغال والغابات ويبيعون الأشجار التي تدر الخير الكثير للتجار بائعي دهن العود والبخور بجميع أنواعه.أحد أنواع البخور
يقول التاجر عماد عبد الرزاق: إن التعامل مع أولئك البشر ليس مخيفا وأنه يرسل أفراداً يتحدثون اللغة الأصلية ويشترون الأشجار من ملاكها بعد الاتفاق على السعر. ويضيف: انهم مسالمون ولا يتعرضون للتجار بأي سوء ويملكون تلك الغابات والأشجار ويبيعون الكثير منها لتجار الأخشاب والبخور.تجارة البخور
ويؤكد أبو خالد أنه يوجد في تلك الأماكن وكلاء يسهلون عملية الشراء من السكان الأصليين والذين يطلق عليهم الاورانج وأن الوكلاء يبيعون الأخشاب للتجار مع قليل من الربح. ويُتفق على سعر خشب البخور والعود عليه حسب نوع وجودة الأشجار، ولكل منطقة نوعية معينة تتميز بها عن الاخرى، فمثلاً ولاية كالانتان تتميز أشجارها بالجودة وولاية باهانج تتميز أيضا بكمية الأشجار التي يستخرج البخور ودهن العود منها.ويوضح أبو خالد أن العود والبخور الكمبودي يستورد من كمبوديا التي بدأت سلطاتها في إيقاف تصدير وقطع وشراء الأخشاب المستخدمة لصنع البخور والطيب الكمبودي مما جعل كمية البخور الكمبودي تقل من بلد المنشأ وزاد من سعره.ويقول: أن الحكومة الكمبودية قررت ذلك بسبب كمية الأخشاب الرهيبة التي تقطع سنويا للتجارة لاستخراج العود والبخور بالإضافة إلى أن المنع جاء أيضا من الأمم المتحدة للحفاظ على البيئة. ويشير إلى أن سعر كيلو البخور السوبر قبل سنتين كان حوالي 5 آلاف رنجت ماليزي (الدولار يساوي ثلاثة رنجت وثمانين سنتا) وقد تضاعف سعره الآن بسبب منع تصدير البخور الكمبودي. ويحذر من شراء منتجات مصنع إندونيسي الذي يقدم بديلاً عن البخور الطبيعي مضافة إليه بعض المواد الكيماوية. ويصف أسعار البخور الكمبودي والماليزي والإندونيسي بأنها معقولة في ماليزيا مقارنة مع الأسعار “الجنونية” في دول الخليج، لافتاً إلى أن تسمية أنواع الدهون والبخور تكون حسب بلد المنشأ. وبحكم خبرته يقول أبو خالد: إن الشباب الخليجي يفضل أنواع دهن العود المخفف بينما تفضل النساء الروائح القوية التي تبقى على الملابس لفترة طويلة. وعن طريقة تحضير البخور يقول أنها تتم باستخدام أجهزة التقطير التقليدية مع إدخال بعض التحسينات وتبدأ أولا بفصل أنواع الخشب حسب الجودة وتجفيفه ثم إدخاله في مكائن خاصة لعملية الطحن ليصبح الخشب بودرة ويوضع في خزانات مع ماء وثم ينقع لمدة شهر.ويضيف: أن الخشب يحول إلى قدور التقطير الساخنة بعد مرور شهر وتستمر العملية ما بين أربعة إلى ستة أيام حسب جودة الخشب ثم تبدأ عملية فصل الماء عن الدهن ويعرض للشمس بعد ذلك لتتبخر المواد العالقة والشوائب ولتتركز نسبة الدهن في المنتج.
البخور غذاء للجن:
فمن المعلومات التي عرفناها سواء نقلا عن الجن، أو بالتواتر بيننا كمعالجين، وما يشيعه السحرة وهم أعلم الناس بأسرار عالم الجن والشياطين أن الجن تتغذى على البخور بكيفية لا نعلمها ولا ندركها كإنس، لذلك يشيع حرق البخور بين السحرة والمنجمين عند استحضار الجن والشياطين، فبمجرد حرق أنواع معينة منه وتلاوة بعض العزائم الكفرية تهرع الجن إلى الساحر، فالبخور قربان يتقرب به الساحر إلى شياطين الجن، باعتباره أحد طقوس السحر وعبادة الشيطان.
فعن عبد الله بن مسعود قال: قدم وفد الجن على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا: يا محمد انه أمتك أن يستنجوا بعظم أو روثة أو حممة، فإن الله تعالى جعل لنا فيها رزقا. قال: فنهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك. والحممة هي الفحم، (بضم الحاء والميمين مفتوحتين على وزن رطبة: ما أحرق من خشب ونحوه والجمع بحذف الهاء).
وبكل بد فالجن لن يأكلوا العظم، ولكن يأكلون ما على العظم من لحم إنسي قد التهمه البشر، وعليه فليس شرطا أن يتغذى الجن على العظم أو الفحم، ولكن كما في النص (فإن الله تعالى جعل لنا فيها رزقا)، ففي الفحم رزق للجن، وهذا يفيد أن ليس المقصود هنا تعيين الفحم بالرزق في ذاته، كما أن العظم ليس رزق في ذاته، ولكن ما تعلق بالعظم من لحم، وكذلك ما تعلق بالفحم وما ينجم عن احتراقه من دخن، إذا فالجن تتغذى على الدخان، وخاصة الدخان المتصاعد من البخور، فمادة البخور المصنعة ليس فيها غذاء بعينها ولكن ما تعلق بالبخور من دخان نتيجة احتراق محتوياته، فالعامل المشترك بين الفحم والبخور هو الدخان.
والشاهد عن عامر قال سألت علقمة هل كان ابن مسعود شهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة الجن قال فقال علقمة أنا سألت ابن مسعود فقلت هل شهد أحد منكم مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة الجن قال لا ولكنا كنا مع رسول الله ذات ليلة ففقدناه فالتمسناه في أودية والشعاب فقلنا استطير أو اغتيل قال فبتنا بشر ليلة بات بها قوم فلما أصبحنا إذا هو جاء من قبل حراء قال: فقلنا يا رسول الله فقدناك فطلبناك فلم نجدك فبتنا بشر ليلة بات بها قوم فقال: (أتاني داعي الجن فذهبت معه فقرأت عليهم القرآن) قال: فانطلق بنا فأرانا آثارهم وآثار نيرانهم وسألوه الزاد فقال: (لكم كل عظم ذكر اسم الله عليه يقع في أيديكم أوفر ما يكون لحما، وكل بعرة علف لدوابكم) فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (فلا تستنجوا بهما فإنهما طعام إخوانكم).()
البخور المنبوذ أو (المخلط) من طقوس السحر:
وتنتشر في أغلب الأسواق أنواع البخور المخاط لا المفرد، وهذه طامة كبرى ألمت بنا وانتشرت من حولنا، فلا تكاد تجد البخور المفرد بقدر ما هو منتشر البخور المخلط، ويتفنن الناس في ابتكار خلطات جديدة من البخور كل يوم، وفي كثير من الأحيان يعتبرون مكونات الخلطة سر من أسرار الصنعة لا يبوحون به لأحد، وإليك نماذج من هذه الخلطات:
(معسل أبها) وهو مخلوط مكون من قشور نبات العرعر المدقوق والمخلوط مع الصمغ والمضاف له بعض الروائح العطرية ويعمل على هيئة اقراص وتستخدمه النساء في أبها وما جاورها كبخور ويعادله في نجد المعمول.
المعسل المستخدم في منطقة جازان ويتكون من دقة عود وظفر وماء ورد وهيل وسكر ويحضر بصهر السكر على النار حتى يعقد من جهة، وتبليل مساحيق العود والظفر والهيل بماء الورد من جهة اخرى ثم تضاف إلى السكر المائع ويضاف إلى ذلك ما يرغب من عطور اخرى ويترك حتى يصبح على هيئة قرص متماسك، ويبخر به الملابس وشعر النساء وهو يشبه المعمول في نجد.
(المعمول).. ويستخدم على نطاق واسع في منطقة نجد وخاصة في الرياض والقصيم ووادي الدواسر وهو على هيئة كرات بحجم بيض الحمام ويتكون من حوالي 17مادة، وكميات ونوعيات وجودة المواد تختلف من تركيبة إلى تركيبة، وعليه تختلف جودة المعمول بناءً على هذه الاختلافات وبعض هذه الفروق تبقى سراً للصانع وتروي مجموعة من السيدات من منطقة القصيم ان النساء يقمن بصنع المعمول من المواد التالية: ظفر وماء ورد ومسحوق العود ومسك أبيض ومسك أسود وعنبر معمول وزباد ومسحوق صندل وعنبرة سوداء ودهن العود ودهن الورد ودهن العنبر ودهن الصندل ودهن مخلط ودهن الزعفران ويجري تحضير المعمول كما يلي:
يؤخذ الظفر وينقى من اللحم ويغسل ويجفف ثم يحمس في محماس خاص مع الرمل الأحمر حتى يصبح لونه بنياً محمراً ثم يسحق.
تخلط المساحيق جميعها (الكميات متروكة حسب الذوق وباقية كأحد الأسرار العملية للمعمول وبالإضافة إلى نوعية المساحيق والدهون فهي أيضاً أسرار تؤثر على قيمة المنتوج، مع الصمغ وتخلط جيداً.
تبلل بكميات مناسبة من ماء الورد.
يضاف إلى ما سبق مخلوط جميع الدهون.
يعجن الجميع عجيناً جيداً ثم تقسم العجينة إلى كرات بحجم بيض الحمام ويتراوح سعر المعمول مابين 4حبات بريال إلى سعر الحبة الواحدة بثلاث ريالات.
(الند).. يتكون من عجينة رخوة لعدة مخاليط عطرية، حسب الزوق، يحضر من هذه العجينة قضبان دقيق بطول حوالي 7سم وتجفف أو تؤخذ اعواد بطول 30سم ويغلف معظم طولها بهذه العجينة ثم تجفف لتصبح جاهزة للاستعمال، حيث تشعل في قمة العود، والقضيب النار فيصدر منه دخان عطري.
ومن يتصفح كتب السحرة ومدوناتهم يجدها تحتوي في كل وصفة سحرية على التبخير بأصناف محددة من أنواع البخور المتخلفة، وإن كانت هذه الكتيب ليست بكتب السحر التي يستقي السحرة منها أصول صنعتهم، بل هناك كتب يسلمها شياطين الجن إلى السحرة لينهلوا منها أصول السحر وفنونه، لأن مصدر العلوم السحرية هو الشياطين كما أخبر جل وعلى في كتابه الكريم فقال: (وَاتَّبَعُواْ مَا تَتْلُواْ الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَـكِنَّ الشَّيْاطِينَ كَفَرُواْ يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ) (البقرة: 102)، ولكن تبقى كتب السحر المنتشرة في الأسواق هي مجرد ظل لما تحويه كتب السحر الحقيقية، وشتان بينهما، وهذا سوف نشرحه في بابه بإذن الله تعالى.
فمدونات كتب السحر تشترط على من أراد صنع سحر ما أن يبخر بخلطة محددة الأصناف من أنواع البخور المختلفة، ويشترط اقترانها بمواقيت محددة لظهور بعض النجوم والكواكب، وهذا له حسابات دقيقة، يستعين الساحر بالشياطين لضبط هذه المواعيد وتعلم علوم النجوم المتعلقة بالسحر، عن ابن عباس? (من اقتبس علما من النجوم اقتبس شعبة من السحر زاد ما زاد).?
فنجدهم يكتبون مثلا: (وبخر بكذا وكذا وكذا في ساعة كذا وكذا)، فيخصصون أنواع بخور محددة، ولا يطلبون صنفا واحدا فقط، بل يشترطون عدة أصناف مختلفة، فخلط البخور هو من أهم العلامات الهامة بين البخور المستخدم في السحر، وبين البخور غير المستخدم في السحر، وهذا يدل على وجود علاقة بين التبخير والسحر وبما أن السحر هو تداخل شياطين الجن بفائق قدراتهم في عالم الإنس، إذا فهناك علاقة وصلة وثيقة بين الشياطين وبين البخور المخلط، وهذا ما نريد التعرف عليه وبيانه، فالبخور المخلط هو نبذ لدهون وزيوت مختلفة الأنواع مع بعضها البعض، وقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن نبذ الطعام، فإذا كان البخور من طعام الجن فحكم النبذ يسري عليهم شرعا كما يسري على الإنس، وعلى هذا فالجن المسلم محرم عليهم البخور المنبوذ، هذا باعتباره طعام لهم.
وعليه فالجن المسلم يقبل على البخور المفرد، بينما ينفر من رائحة البخور المنبوذ أو المخلط، والذي تقبل عليه الشياطين من كل حدب وصوب، وهذا هو السر في استخدام السحرة للبخور المنبوذ أو المخلط، ولا شغف لهم غالبا بالبخور المفرد إلا نادرا جدا، حيث يساعدهم البخور المنبوذ على جلب الجن والشياطين لإتمام السحر، لذلك يدخل البخور المنبوذ أو المخلط كأحد طقوس السحر، بل يعتبر البخور المنبوذ (مقدسا) ليدهم، وعلى هذا فالبخور من أعظم القرابين للشيطان، وقبل أكثر من مائة عام أعد الماسوني اليهوني لمِّي (Lemmi) أعد مائدة دعا إليها المناظرين له من رؤساء الماسونية وخطب فقال: (أشيد بذكرك يا شيطان، يا ملك وليمتنا، وأقرئك سلامي الطيب يا إبليس، و أرفع إليك بخوري المقدس..).
النهي عن نبذ الطعام:
وفي صحيح مسلم عن ابن عباس قال نهى النبي صلى الله عليه وسلم أن يخلط التمر والزبيب جميعا وأن يخلط البسر والتمر جميعا وكتب إلى أهل جرش ينهاهم عن خليط التمر والزبيب وحدثنيه وهب بن بقية أخبرنا خالد يعني الطحان عن الشيبانالتمر والزبيب ولم يذكر البسر والتمر.
عون المعبود شرح سنن أبي داود عن صفية بنت عطية قالت دخلت مع نسوة من عبد القيس على عائشة فسألناها عن التمر والزبيب فقالت: كنت آخذ قبضة من تمر وقبضة من زبيب فألقيه في إناء فأمرسه ثم أسقيه النبي صلى الله عليه وسلم.
فأمرسه : من باب نصر أي أدلكه بالأصابع . قال الخطابي : تريد بذلك أنها تدلكه بأصبعها في الماء. والمرس والمرث بمعنى واحد. وفيه حجة لمن رأى الانتباذ بالخليطين انتهى.
قال المنذري: في إسناده أبو بحر عبد الرحمن بن عثمان البكراوي البصري ولا يحتج بحديثه.
قال العلماء سبب الكراهة فيه أن الإسكار يسرع إليه بسبب الخلط قبل أن يتغير طعمه فيظن الشارب أنه ليس مسكرا ويكون مسكرا والجمهور على أنه نهي تنزيه والزهو بفتح الزاي وضمها البسر الملون الذي بدا فيه حمرة أو صفرة وطاب.
وهذا الكلام يعني أن البخور المنبوذ إن لم يكن مسكرا للإنس، إلا أنه مسكر بالنسبة للجن باعتباره يمثل غذاءا لهم، وعلى هذا فإن كان ما هو مسكر يذهب العقل والوعي أو يضر بالإنسان، فإن الإنسان يكون في حالة ضعف ووهن، وهذا ما يتم عند استخدام البخور المنبوذ، فإنه يضعف الجن المسلم الذي يضطر للفرار من رائحته، بينما تجذب رائحته الشياطين والأبالسة إلى البيوت، وتنقاد إلى السحرة، وعلى هذا فالبخور المنبوذ يمثل خطرا على كل من هو مصاب بالمس او السحر، حيث تخلى البيوت من عمارها من الجن المسلمين وتهرع إليها الشياطين بالأذى والعدوان، وهذا من جملة أسباب خلو بيوت المسلمين من الجن الصالحين وعمرانها بالأباسة والشياطين، هذا بخلاف أن هناك خلطات من بخور السحرة تعتبر سامة وقاتلة للجن المسلمين الذين يفضلون البخورات الطيبة كالعود المفرد والمسك على حدته وما شابه.
حكم التطيب بالبخور:
في سؤال إلى الدكتور/ أحمد بن عبد الكريم نجيب يقول: يتورع البعض عن استعمال البخور بدعوى أنه من سَنَن غير المسلمين ، فهل هذا صحيح ؟
الجواب:
أقول مستعيناً بالله تعالى: مما لا شك فيه أن البخور يستعمل عند غير المسلمين تعبداً، فهو من الطقوس (الشعائر) التعبدية في معظم الديانات الوثنية المعروفة اليوم، وخاصة في دول شرق آسيا وجنوبها، حيث يكثر استعماله في المعابد وبين أيدي الكهنة والسحرة والمشعوذين، ولا تكاد تخلو شعيرة من شعائرهم من استعماله بأنواعه المختلفة. وعند الهندوس ـ خاصةً ـ يعتبر البخور طيباً مقدساً يوجبون استعماله في أفراحهم وأتراحهم بما في ذلك إحراق موتاهم به.
These examples of the offering of incense are from the temple at Karnack:
استخدام المبخرة عند سحرة الفراعنة (معبد الكرنك)
رسم تخطيطي للمبخرة المستخدمة في النحت البارز أعلاه
وعند النصارى يقوم الرهبان والقساوسة بتطييب الحضور به في القدّاسات (الاحتفالات الدينية) والجُنَّازات (مراسم تجهيز ودفن الموتى)، وقد رأينا هذا بكثرة عند طوائفهم المختلفة، وخاصة في احتفالات أعياد الميلاد.
قسيس يحمل مبخرة يبخر بها اثناء أداء الصلوات كأحد الطقوس الكنسية
وليس اعتبار البخور من الشعائر الدينية عند النصارى بالخفي، بل هو من أبرز ما يظهر في مناسباتهم، ومن قُدِّر له أن يرَ شيئاً منها مصوراً أو عياناً لم يخفَ عليه ذلك. لذلك أفتيت مع من أفتى سابقاً بأن التطيب بالبخور مكروه في أقل أحواله، إذ فيه من التشبه بالكفار في بعض شعائرهم الدينية ما لا يخفى. ثم رجعت عن القول بكراهته فضلاً عن تحريمه في حق من لا يستعمله بنية التشبه بالكافرين في عاداتهم أو عباداتهم، نزولاً على مقتضى الأثر ـ رغم ما في النفس ـ لأن التطيب به كان معروفاً في زمن النبي صلى الله عليه وسلم ولم ينكره، ولم ينه عنه. فقد روى الشيخان أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال في المحرم الذي مات: (اغسلوه بماء وسدر وكفنوه في ثوبيه ، ولا تحنطوه ولا تخمروا رأسه؛ فإنه يبعث يوم القيامة مُلبياً). والتحنيط كالتجمير وهو تبخير الميت، أي تطييبه بالبخور. فإن قيل: إن هذا الحديث ينهى عن تحنيط الميت، فكيف يستدل به على المراد بالنسبة للحيِّ؟ قلنا: ما يراد إثباته في هذا المقام هو أن استعمال البخور كان معروفاً على عهد النبي صلى الله عليه و سلم ، و لم ينكره أو ينهَ عنه. أمَا و قد جاء النهي عن تحنيط الميت المحرم خاصة ، فبدلالة المخالفة ينتفي النهي عن تحنيط المسلم حياً ، وغير المحرِم من موتى المسلمين ، و الله أعلم .
يضاف إلى ذلك أن بعض أهل العلم استحبوا إجمار ( تبخير ) الميت ما لم يكن حاجّاً ، لما رواه أبو يعلى و الحاكم في المستدرك والبيهقي في الكبرى، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (إذا أجمرتم فأوتروا).
و كذلك ما رخص فيه للمرأة المعتدة من وفاة زوجها، فقد روى مسلم في صحيحه وأحمد في مسنده، عن أم عطية رضي الله عنها، قالت: ( كُنَّا نُنْهَىَ أَنْ نُحِدَّ عَلَىَ مَيِّتٍ فَوْقَ ثَلاَثٍ ، إِلاَّ عَلَىَ زَوْجٍ ، أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ و عَشْراً ، و لاَ نَكْتَحِلُ ، و لاَ نَتَطَيَّبُ، و لاَ نَلْبَسُ ثَوْباً مَصْبُوغاً ، و قَدْ رُخِّصَ لِلْمَرْأَةِ فِي طُهْرِهَا ، إِذَا اغْتَسَلَتْ إِحْدَانَا مِنْ مَحِيضِهَا ، فِي نُبْذَةٍ مِنْ قُسْطٍ و أَظْفَارٍ).
قال النووي رحمه الله [ في شرح صحيح مسلم : 10 / 119 ] : ( أمَّا القسط فبضمِّ القاف ، و يقال فيه: كست بكاف مضمومة بدل القاف و بتاء بدل الطَّاء ، و هو والأظفار نوعان معروفان من البخور وليس من مقصود الطِّيب رخَّص فيه للمغتسلة من الحيض لإزالة الرَّائحة الكريهة تتبع به أثر الدَّم لا للتَّطيّب، و الله أعلم).
قلتُ: ما رُخِّص فيه للمعتدة، مع ما يجب عليها أثناء عدتها من البعد عن الطيب والزينة، أولى بأن يُرَخَّص فيه لغيرها . وعليه فلا بأس ـ والله أعلم ـ في التطيب بالبخور ونحوه على سبيل العادة لا العبادة، خاصة إذا انتفت نية وشبهة التشبه بغير المسلمين. هذا، والله أعلم وأحكم. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين.
مخاطر كثرة استخدام البخور على الصحة:
يقول: د. حسان شمسي باشا:
أظهرت دراسة نشرت عام 2001 في مجلة New Scientist أن دخان البخور المستخدم لدى الهندوس والبوذيين والنصارى والمسلمين في المنازل أو المعابد أو الكنائس أو المساجد يحتوي على مواد يمكن أن تسبب سرطان الرئة .
فقد أشارت الدراسة إلى أن المادة الكيميائية التي يعتقد أنها يمكن أن تسبب سرطان الرئة بلغت نسبتها في أحد المعابد في تايوان ( وكان المعبد سيئ التهوية ) أربعين ضعفا لما هي عليه الحال في منازل المدخنين .
وقد عثر داخل المعبد على نسب عالية من مواد تدعى PIH (وهي مواد هيدروكربونية عطرة متعددة الدارات) وتبعث عند احتراق بعض المواد . كما عثر على مركبات كبيرة من البنـزوبيرين – وهي أيضا من المواد التي يمكن أن تسبب السرطان – .
وخلال بعض الاحتفالات الدينية التي يقوم بها البوذيون ، يقوم المصلون بإحراق آلاف من عيدان البخور معا ، حتى لتكاد تنعدم الرؤية داخل المعبد . ويقول الدكتور ” شانع لين ” الباحث في جامعة تشينغ كونغ في تايوان : ” كنا نود أن يكون إحراق البخور مصدرا للصفاء الروحي فقط .. ولكن هناك خطر من الإصابة بالسرطان ، وإن كنا عاجزين عن تحديد نسبة هذا الخطر ” .
طبيب يشبّه مخاطر البخور بالسجائر:
حذر استشاري في الحساسية والربو من آثار البخور منبها مخاطره بنفس مخاطر التدخين. ويستعد السعوديون لحرق اكثر من ؟؟ طنا من البخور خلال فصل الصيف الحالي الذي تكثر فيه حفلات الزواج والمناسبات الاجتماعية. وحذر الاستشاري في الحساسية والربو من آثار البخور على الجهاز التنفسي مؤكدا أن البخور له أضرار مشابهة لأضرار السجائر. وقال الدكتور حرب الهرفي أنه ليست هناك دراسات كثيرة موثقة بشأن هذا الموضوع ولكن تبين من مراجعة كثير من المرضى الذين يعانون من التهاب القصبات الهوائية المزمن الانسدادي أو حالة تشبه حالة الربو مع عدم وجود علاقة لهم بالتدخين وإنما بسبب استنشاق البخور بشكل متكرر وخصوصاً في المناسبات.
وأضاف الهرفي أن الضرر يتناسب تناسباً طردياً مع ضيق المساحة المستنشق فيها البخور وكذلك الأنواع المستخدمة فالبخور هو أعواد حطب مضاف لها دهون معينة مع التأكيد على كمية الدخان المستنشقة.
عدم ترشيد استخدام البخور يجلب أمراض الصدر:
لقد اعتاد الناس على استخدام البخور (العود) كنوع من التقدير للضيوف أو الزوار وفي كثير من المناسبات والظروف فما إن يأتي رمضان إلا ونرى مباخر العود تتوالى أو تتكاثر في المساجد إكراما لبيوت الله وتكريما للمصلين فجزى الله المحسنين خيرا، ولكن يا ترى هل هذا الزمان هو كالأزمنة الماضية يتمنى الواحد منا أن يستنشق رائحة العود؟ ولو كانت يسيرة ليحس بنشوة قصيرة أما اليوم فما يكاد أن يخلو منه بيت وما تكاد تدخل مسجدا في رمضان خاصة أو حفل زواج أو حفلات خاصة إلا وترى سحائب دخان العود تتصاعد إلى عنان السماء وترى المباخر تنتقل من يد إلى أخرى يستنشقه الحاضرون من أنوفهم، بل ويبالغ البعض باستنشاقه وكأنه يشم رائحة الجنة، وهو لا يعلم أنه يملأ رئتيه بثاني أكسيد الكربون السام وخلافه من الغازات الأخرى المشابهة، ومرة تلو أخرى يصاب الرجل بحساسية (أي ربو)، فتصرف تلك المبالغ للعلاج منه، وغالبا لن يبرأ صاحبه، ولكن هل هناك فائدة مقابل هذا الضرر؟ أبدا سوى رائحة زكية يسيرة لا تمكث ثواني في أنف الواحد منا، ثم ينساها ولكن السموم بالرئتين باقية إلى ما شاء الله، فإلى متى نستمر بحرق أموالنا في سبيل مضرتنا؟ وحسب علمي أن مبيعات العود تصل في كل عام إلى المليار ريال تقريباً، ولا ننسى أن مثل هذا المبلغ أو أكثر سيصرف للعلاج من آثاره، ولو تنازلنا عنه لوفرنا الكثير، فهلا نستيقظ ونعي ونفهم ونتجنب حرق الأموال فيما لا فائدة منه ترجى، ورحمة بصدورنا وصحتنا ورأفة بدولتنا التي تصرف مئات الملايين لعلاجاتنا من (الربو أو الحساسية.وقد نشرت إحدى الصحف يوم 8/10/1426هـ موضوعا يقول: إن في السعودية مليونا ونصف المليون من مرضى الحساسية مما ينذر بالخطر ولذا أقول: هل هناك فارق بين حرق الأموال باسم العود، والتي تحرق باسم الدخان أو السجائر؟ لا فرق بين الحالتين فكلا النوعين حرق للمال، وإتلاف للصحة، وسبب للإصابة ببعض الأمراض التي تؤدي إلى الوفاة أحيانا كثيرة، ناهيك عن العود المغشوش مجرد خشب بني مصبوغ بألوان العود وقد تكون سمومه مضاعفة. والعود خشب بثمن الذهب وقد بلغت قيمة المغشوش في عام واحد 500 مليون ريال، وقد حذر الطب من سمومه وأن هناك استشاريين في الحقل الطبي في أمراض الحساسية والربو يحذرون من آثار البخور على الجهاز التنفسي ويذهبون في تحذيرهم إلى التأكيد على أن للبخور أضرارا مشابهة لأضرار السجائر إذ تبين من مراجعة كثير من المرضى الذين يعانون من التهاب القصبات الهوائية المزمن الانسداد أو حالة تشبه حالة الربو عدم وجود علاقة لهم بالتدخين، وإنما بسبب استنشاق البخور بشكل متكرر، خصوصا في المناسبات، ويرى الأخصائيون أن الضرر يتناسب طرديا مع ضيق المساحة المستنشق فيها البخور، وكذلك الأنواع المستخدمة، فالبخور هو أعواد حطب مضاف إليها دهون معينة، مع التأكيد على كمية الدخان المستنشقة. والأعجب أننا نرى أن هناك توسعا سريعا في تجارة العود. صالح العبد الرحمن التويجري – الرياض