دع الأيام تفعــــــــل ما تشــاء ..... وطب نفسا إذا حكم القضاء
ولا تجــــــــزع لحادثة الليالي ..... فما لحـــوادث الدنيا بقـــــاء
وكن رجلا على الأهوال جلدا ..... وشيمتك السماحة والوفـــاء
وإن كثرت عيوبك في البرايا ..... وسرك أن يكون لها غطـاء
تستر بالسخاء فكـل عيــــــب ..... يغطيه كمـا قــيــل السخـــاء
ولا تــــــر للأعادي قــط ذلا ..... فإن شماتة الأعداء بـــــــــلاء
ولا ترج السماحة مــن بخيل ..... فما في النــــــار للظمآن ماء
ورزقك ليـــس ينقصه التأني ..... وليس يزيد في الرزق العناء
ولا حزن يــدوم ولا ســرور ..... ولا بؤس عليك ولا رخــــاء
إذا ما كنــــت ذا قـلب قنـوع ..... فأنت ومالك الدنيا ســــــــواء
ومــــن نزلت بساحته المنايا ..... فلا أرض تقيه ولا سمــــــاء
وأرض الله واسعة ولــــكــن ..... إذا نزل القضا ضاق الفضاء
دع الأيام تغـــــدر كل حيــن ..... فما يغني عن المــوت الدواء
أحسن الله إليكم ، وبارك في علمكم ،، هذه الأبيات مما انتشر نسبتها للشافعيي ، فما صحة هذه النسبة ؟ وهل فيها محظور شرعي ؟
الجواب :
أحسن الله إليك ، وبارك الله فيك .
ليس كل ما يُنسَب إلى الإمام الشافعي مِن شعر تكون نسبته صحيحة .
وهذه الأبيات نُسِبَت إلى الإمام الشافعي ونُسِبَت إلى غيره .
وإن كان مِن ملحظ فهو في قول : (دع الأيام تغدر كل حين) ، فإن الأيام لا يُنسَب إليها غَدْر ولا وفاء ؛ لأنها مَخلوقة عابرة ، والله عَزّ وَجَلّ هو مُصرِّف الأمور ومُقدِّر الأقدار .
ويُمكن حَمْل الغَدر هنا على أهل الزمان وعلى مكْر الناس واحتيالهم ، كما حُمِل قوله تعالى في قصة إخوة يوسف عليه الصلاة والسلام : (وَاسْأَلِ الْقَرْيَةَ الَّتِي كُنَّا فِيهَا وَالْعِيرَ الَّتِي أَقْبَلْنَا فِيهَا) .
قال البغوي : أي : أهل القرية ، وهي مِصر ... (وَالْعِيرَ الَّتِي أَقْبَلْنَا فِيهَا) أي: القافلة التي كنا فيها.
والله تعالى أعلم .