الخطأ هو أمر مخالف لما يجب أن يكون، فلا بأس أن نعرّفه بالنقيض، أو بالضدّ فنقول: الخطأ ضدّ الصواب، بمعنى: أن يفعل الإنسان أو يقول ما لا يصلح له أو يقوله أو يفعله.
وقد يكون المعيار في ذلك شرعيًّا، أو اجتماعيًّا، أو مصلحيًّا، أو غير ذلك.
وقد ورد في القرآن الكريم التعبير بالخطأ؛ لما هو ضدّ الصواب مثل قول الله سبحانه وتعالى : ( وَلاَ تَقْتُلُواْ أَوْلادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلاقٍ نَّحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُم إنَّ قَتْلَهُمْ كَانَ خِطْءًا كَبِيرًا } [الإسراء:31]،
فهذا خطأ لأنه جريمة شرعيّة وفعل شنيع، وضدّ ما هو صواب؛ فإن الصواب ليس هو قتل الأولاد ووَأْدهم، وإنما الحفاظ عليهم، وتكريمهم ورعايتهم، وتربيتهم، وحياطتهم.
وقد يُطلق الخطأ على ما هو ضدّ العمد.
تقول: فعلت هذا الأمر خطأً، يعني من غير تقصّد، وهذا ورد في موضوع القتل ذاته في القرآن الكريم في قوله: { وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ أَن يَقْتُلَ مُؤْمِنًا إِلاَّ خَطَئًا } [النساء:92]، كأن يكون أراد أن يصيد طيراً فأصاب إنساناً، فقد يُسمّى خطأً ما هو ضدّ التعمّد؛ لغفلة أو نسيان من غير نيّة ولا إرادة.
فكثيرة هى الأخطاء التى نقع فيها بارادتنا أو رغما عنا أحيانا فى الحياة .
قد نخطأ فى اختيار العمل أو أى اختيار أخر .
ولكن بعضنا فقط يملك الشجاعه للمضى بعد أن يتعلم الدرس , ومعظمنا يظل أسير هذا الخطأ أو الأخطاء طيلة حياته .
ان التجارب والخبرات التى نستخلصها من الحياة هى فى الغالب ما تكون حصيلة أخطاء متفرقه أو متجمعه .
ونحن بالطبع نتلقى الكثير من النصائح منذ أن نولد
لا تفعل هذا , ولا تفعل ذاك , وتجنب هذا , وتجنب ذاك , ومع ذلك فان نسبة الخطأ الى الصواب فيما يتخذ من قرارات ليست 100% , كذلك ليست كل النصائح التى نتشربها منذ الصغر صائبه , حتى أن أغلبنا لا يتقيد بها , ولا تشغل ذهنه أكثر من دقائق .
نحن نتعلم القليل من تجارب الأخرين والكثير من أخطائنا .
لذلك يجب أن لا نسرف فى الندم على ما ارتكبناه من أخطاء ولا نغتر بما حققناه من نجاح , فالندم يعيدنا الى الوراء والغرور كذلك .
ولا يهمنا ما نرتكبه من أخطاء ولا نخاف من أن نرتكب أخطاء أكثر يجب أن نثق بعقلنا وقلبنا فانهما سيقودانا دائما الى الحق ,
ويجب أن نمضى قدما فى حياتنا ولا نخاف واذا تعثرنا أو سقطنا لان أخرين أوقعونا أو أننا فعلنا ذلك بانفسنا , فيجب أن ننهض ولا نلتفت الى الوراء .
وفى النهاية فاننا مهما امتلكنا من عقل وحكمة لابد أن نخطئ فى أمر ما أو موقف ما مهما بذلنا من جهد , ولكن اذا حدث الخطأ علينا أن لا نسمح له بتدمير حياتنا ,
فاننا لا نمتلك سوى حياة واحدة تستحق أن نعيشها .
كن قادراً على تحديد أخطائك :
نحن جميعاً نرتكب أخطاءً في العمل, ومع ذلك, فجميعنا لا يتعلم من هذه الأخطاء. ومن أجل أن تتجنب تكرار أخطائك, فأنت بحاجة إلى أن تحدد هذه الأخطاء وتتعلم منها ثم تقوم بتطبيق ما تعلمته فيما يعرض لك من مواقف في المستقبل.
فكن قادراً على تحديد أخطائك وقد يبدوا هذا واضحاً, ولكن عدداً كبيراً من الناس لا يتعلمون من أخطائهم لأنهم لا ينظرون إليها على أنها أخطاء في الأصل, على سبيل المثال, إذا حدث وغضب منك زميل لك في العمل لأنك لم تطلعه على بعض المعلومات وهو الأمر الذي يؤثر على عمله وأصبحت أنت في موقف المدافع وأوضحت له أنه ليس من صميم عملك أن تخبره بذلك, فهل ستتعلم من هذا الموقف وتحاول منع تكرار حدوثه أم ستصرف نظرك عنه باعتباره " مشكلة تخص زميلك هذا"؟
قم بتعريف الخطأ على أنه شيء لم يحدث وفق ما توقعت له أو وقوعه يكون عندما يفاجئك شيء ما على نحو غير متوقع وبطريقة غير سارة. إن تحديد الأخطاء بهذه الطريقة يسمح لك بأن تتوقع عدداً أكبر من المشكلات المحتملة التي يمكن أن تؤثر عليك وعلى عملك أو على زملائك الآخرين في العمل, وبالتالي فإن توقعك لتلك المشكلات سوف يمكنك من منع المواقف السلبية قبل وقوعها.
اسأل نفسك (والآخرين كذلك) عما يمكن أن يتم إنجازه بشكل مختلف حتى إذا لم تكن المشكلة ناجمة عن خطأ منك, فبادر بتحمل مسؤولية إيجاد حل لها يجعل من مهمتك ومن مهمة زملائك شيئاً أيسر في المستقبل. التمس التقييم من الآخرين الذين تأثروا بالمشكلة أو من مديرك أو زملائك. وإن لم يكن هؤلاء طرفاً في المشكلة, فاشرح لهم الموقف والتمس منهم الرأي لمعرفة تصرفهم المحتمل في مثل هذا الموقف, وحاول أن تستكشف معهم الأساليب الممكنة للوقاية من مثل هذه المشكلات.
خطط لتطبيق ما تعلمته على المواقف المستقبلية ، كن متسماً بالمبادرة في الحيلولة دون تكرار نفس الخطأ أو حدوث خطأ آخر مرتبط به, أخبر الآخرين بخططك, خصوصاً إذا كان يمكنها أن تؤثر عليهم.
الناس غالبا ينسون سرعة ما أنجزته لهم ولكنهم دائما يتذكرون نوعية وكيفية ما أنجزته
تعلم من أخطائك وأخطاء الآخرين:
1- هل ندمت على شيء فعلته في الماضي وتمنيت أنك لم تفعله ؟
2- هل رايت عمل جميلا عمله غيرك , وتمنيت أنك أنت من قام به ؟
3- ماذا لو عاد بك الزمن إلى الوراء , هل ستقدم على ما كنت عملته من أعمال لم ترضيك , أو أوقعتك في حرج جعلتك تخجل منه ؟
4- لماذا لا تبدأ من اليوم بعمل ما تعتقد بأنك لن تندم عليه مستقبلا ؟
نقاط هامّه :-
* ليس العيب أن تخطيء ولكن العيب أن تستمر في الخطأ .
* حاسب نفسك قبل أن يحاسبك الآخرون .
* لا تتسرّع في إتخاذ القرارات .
* أستشر من هو أعلم منك .
* لا تضع نفسك في مواقع الشبهات .
* أحسن النيّة في الآخرين .
* لا تجادل سفيهاً .
* لا تتحدث فيما لا تعرف .
* بادر بعمل الخير لمن تعرف أو لمن لا تعرف .
نقطة مهمّة جداً :-
لا تظلم أحداً , وتذكّر هذا القول ( إذا دعتك قدرتك على ظلم الناس فتذكّر قدرة اللّه عليك ) . و ( أعمل لدنياك كأنك تعيش أبداّ , وأعمل لآخرتك كأنك تموت غداّ) .
تعلم أن تشكر أخطائك :-
وفي الغالب من لا يرتكب أخطاء لا يستطيع تحقيق الإكتشاف... أنت الآن وفي لحظة من لحظات حياتك.. هل صدف أنه عندما عجزت قدراتك عن عمل كذا من الأمور اكتشفت عن طريق يأسك وهمك وقنوطك أمورا أخرى لم تكن بالحسبان ؟؟
من منا تعلم من هامش كتاب أكثر من تعلمه من مادة الكتاب نفسها..؟؟
من منا قام بشكر أخطاءه يوما !!!
لأنك عرفت أنك لولا ارتكابك لها ما عرفت الأفضل من الأشياء..؟؟
من منا جعل الألم منه قبسا من ضياء يهتدي بها الآخرون في ظلمات جهلهم ؟؟
من منا جمع الطوب الذي كان الآخرون يرموه بها وصنع منها بناء عظيما لشخصيته عجز أولئك من مجارات روعته..؟؟
من منا كان يخاف من (هناك )واكتفى فقط ب (هنا)..؟
بالمقابل من منا نظر إلى (هناك). ، من منا ابتلعته الحياة لأنه كان يخاف من تلك التي هي أبعد من مد بصره؟؟ بالمقابل من منا ابتلع الحياة لأن منهجه في الحياة...هي ماوراء مد بصره ؟؟
من منا جعل من أخطاءه طريقا معبدا.. أوصلته لطرق لم يكن يعرفها.. فصنع منها حياته الآن..؟؟
من منا قال هذه الحكمة : عندي خيارين إما أن أحيا إلى الأبد.. أو أموت محاولا العيش .
من منا قتلته أخطاؤه لأنه لم يصل لما يريده بالضبط..؟
لأهمس في أذنك شيئا..
قد يكون ارتكابك للأخطاء... هو بالضبط قدرك..لتعلو .. لأنك لولاها..لما عرفت ما تريد..
لا تستطيع أن تبني شخصيتك بسهولة وهدوء.. فقط من خلال الخبرة في المحاولات.. وارتكاب الأخطاء والمعاناة.. تستطيع روحك أن تكون قوية.. أن يكون نظرتك المستقبلية واضحة...
وتمتلك طموحا أكثر قوة.. لتحصد بعدها.. مجدا... عندها تكون ناجحا..
ماذا لو اهديتك أخطائك ؟
ماذا لو أهديتك أخطائك ؟ كيف ستكون ردة فعلك؟ هل ستعتبرها هدية ؟؟؟؟!!!!!
أم ستعتبرها إهانة وتدخل فيما لا يعنيني أو وقاحة؟ فكر مليا قبل أن تجاوب تخيل لو أنك لا تعرف أخطائك ولم يحدث قط أن انتقدك شخص ما بغض النظر عن طريقة الانتقاد أو الموقف ومدى شراسة العبارات المستخدمة . الكثير من الناس يعتقدون أنهم بلا أخطاء! وهؤلاء فعلا مساكين إما أنهم يعيشون في عالم مزيف مليئ بالمجاملات وعبارات المديح المغلفة بالكذب والمطعّمة بالنفاق .. وهؤلاء يصعب التعامل أو التفاهم معهم أو أنهم لم يتعرفوا على أنفسهم بعد !
لم يحدث أن ينتقدهم أو يمدحهم أحد أو يوجه لهم ملاحظة !!
فهل أنت منهم؟
هل ترى خطئك بشكل واضح وجلي ؟ أيهما أكثر وضوحا بالنسبة لك .. عيوبك أو صفاتك الحسنة؟ هل تحاول إصلاح خطئك ؟ هل تتفق معي في أنه لا يوجد أحد خالٍ من الأخطاء ؟
(’_ قواعد لفن التعامل مع المخطئين _)
الخطأ سلوك بشري لا بد ان نقع فيه حكماء كنا او جهلاء ..و ليس من المعقول أن يكون الخطأ صغيراً فنكبره .. و نضخمه.. ولابد من معالجة الخطأ بحكمة ورويه و أياً كان الأمر فإننا نحتاج بين وقت و آخر إلى مراجعة أساليبنا في معالجة الأخطاء ..
و لمعالجة الأخطاء فن خاص بذاته .. يقوم على عدة قواعد .. أرجو منكم أن تقرؤها معي بتمعن ..
:القاعدة الأولـــــــــى:اللوم للمخطيء لا يأتي بخير غالباً :
تذكر أن اللوم لا يأتي بنتائج إيجابيه في الغالب فحاول أن تتجنبه ..وقد وضح لنا أنس رضي الله عنه انه خدم الرسول صلى الله عليه واله وسلم عشر سنوات ما لا مه على شيء قط ..
فاللوم مثل السهم القاتل ما أن ينطلق حتى ترده الريح علي صاحبه فيؤذيه ذلك أن
اللوم يحطم كبرياء النفس و يكفيك أنه ليس في الدنيا أحد يحب اللوم ..
القاعدة الثانية بعد الحاجز الضبابي عن عين المخطئ
المخطئ أحيانا لا يشعر أنه مخطئ فكيف نوجه له لوم مباشر و عتاب قاس وهو يرى أنه مصيب ..
إذاً لا بد أن نزيل الغشاوة عن عينيه ليعلم أنه على خطأ وفي قصة الشاب مع الرسول صلى الله عليه واله وسلم درس في ذلك حيث جاءه يستسمحه بكل جرأة و صراحة في الزنا فقال له الرسول صلى الله عليه وسلم : ( اترضاه لأمك ؟؟) قال: لا فقال الرسول صلى الله عليه واله وسلم : ( فان الناس لا يرضونه لأمهاتهم ) ثم قال الرسول صلى الله عليه واله وسلم : ( أترضاه لأختك؟؟ ) قال : لا فقال الرسول صلى الله عليه واله وسلم : ( فإن الناس لا يرضونه لأخواتهم ) فأبغض الشاب الزنا
القاعدة الثالثة استخدام العبارات اللطيفه في إصلاح الخطأ
إنا كلنا ندرك أن من البيان سحراً فلماذا لا نستخدم هذا السحر الحلال في معالجة الاخطاء ..
فمثلاً حينما نقول للمخطئ (لو فعلت كذا لكان أفضل..) (ما رأيك لو تفعل كذا..) (أنا اقترح أن تفعل كذا.. ما وجهة نظرك) أليست أفضل من قولنا .. يا قليل التهذيب و الأدب.. ألا تسمع.. ألا تعقل.. أمجنون انت .. كم مره قلت لك ..
فرق شاسع بين الأسلوبين .. إشعارنا بتقديرنا و احترامنا للآخر يجعله يعترف بالخطأ و يصلحه .
القاعدة الرابعة :ترك الجدال أكثر إقناعاً ..
تجنب الجدال في معالجة الأخطاء فهي أكثر و أعمق أثراً من الخطأ نفسه وتذكر .. أنك بالجدال قد تخسر ..لأن المخطئ قد يربط الخطأ بكرامته فيدافع عن الخطأ بكرامته فيجد في الجدال متسعاً و يصعب عليه الرجوع عن الخطأ فلا نغلق عليه الأبواب ولنجعلها مفتوحه ليسهل عليه الرجوع .:':':القاعدة الخامسة ':':':ضع نفسك موضع المخطئ ثم ابحث عن الحل
حاول أن تضع نفسك موضع المخطئ و فكر من وجهة نظره و فكر في الخيارات الممكنه التي يمكن أن يتقبلها واختر منها ما يناسبه .
القاعدة السادسة ما كان الرفق في شئ إلا زانه..
بالرفق نكسب .. ونصلح الخطأ .. ونحافظ على كرامة المخطئ .. وكلنا يذكر قصه الأعرابي الذي بال في المسجد كيف عالجها النبي صلى الله عليه وسلم بالرفق .. حتى علم الأعرابي أنه على خطأ..
:القاعدة السابعة 'دع الأخرين يتوصلون لفكرتك..
عندما يخطئ الإنسان فقد يكون من المناسب في تصحيح الخطأ أن تجعله يكتشف الخطأ بنفسه ثم تجعله يكتشف الحل بنفسه و الإنسان عندما يكتشف الخطأ ثم يكتشف الحل و الصواب فلا شك أنه يكون أكثر حماساً لأنه يشعر أن الفكره فكرته هو..
القاعده الثامنةعندما تنتقد اذكر جوانب الصواب..
حتى يتقبل الأخرون نقدك المهذب و تصحيحك بالخطأ أشعرهم بالإنصاف خلال نقدك ..
فالإنسان قد يخطئ ولكن قد يكون في عمله نسبه من الصحه لماذا نغفلها..
القاعده التاسعةلا تفتش عن الأخطاء الخفية..
حاول أن تصحح الأخطاء الظاهرة و لا تفتش عن الأخطاء الخفية لأنك بذلك تفسد القلوب ..و لأن الله سبحانه وتعالى نهى عن تتبع عورات المسلمين
القاعده العاشرة ستفسر عن الخطأ مع إحسان الظن..
عندما يبلغك خطأ عن انسان فتثبت منه واستفسر عنه مع حسن الظن به فانت بذلك تشعره بالاحترام و التقدير كما يشعر هو بالخجل وان هذا الخطا لا يليق بمثله ..كأن نقول وصلني انك فعلت كذا ولا اظنه يصدر منك .
القاعده الحادية عشر امدح على قليل الصواب يكثر من الممدوح الصواب ..
مثلاً عندما تربي ابنك ليكون كاتباً مجيداً فدربه على الكتابه و أثن عليه و اذكر جوانب الصواب فإنه سيستمر بإذن الله ..
القاعده الثانية عشرتذكر أن الكلمة القاسية في العتاب لها كلمة طيبة مرادفة تؤدي المعنى نفسه..
عند الصينيين مثل يقول .. نقطة من عسل تصيد ما لا يصيد برميل من العلقم.. ولنعلم أن الكلمة الطيبة تؤثر .. و الكلام القاسي لا يطيقه الناس..
القاعدة الثالثة عشر 'اجعل الخطأ هيناً و يسيراً و ابن الثقة في النفس لإصلاحه ..
الاعتدال سنة في الكون أجمع و حين يقع الخطأ فليس ذلك مبرراً في المبالغة في تصوير حجمه ...
القاعدة الرابعة عشرتذكر أن الناس يتعاملون بعواطفهم أكثر من عقولهم