عن شريح بن هانئ رضي الله عنهما قال: ركبت عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم بعيرا ً فكانت فيه صعوبة فجعلت تٌرددُهُ فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم - : (عليك بالرفق فإن الرفق لا يكون في شيء إلا زانه ولا ينزع من شيء إلا شانه).
كان النبي صلى الله عليه وسلم رحيما بالحيوان كما كان رحيماً بالإنسان فهو صلى الله عليه وسلم ينبوع العطف والحنان والإحسان فى كل شيء.
فهذا البعير الذى ركبته عائشة كان في طبعه شدة وجموح فحاولت عائشة رضي الله عنها أن ترده إلى الاعتدال في مشيته بشيء من العنف كما يفعل كثير من الناس بركائبهم فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم: (يا عائشة عليك بالرفق) أي الزميه في شأنك كله ولا تكوني فظة غليظة القلب فإن الرفق خلق حسن وطبع جميل يزين صاحبه ويحول بينه وبين القبيح من الأقوال والأفعال ويدفعه إلى التأني والتريث في الأمور (فإن الرفق لا يكون في شيء إلا زانه ولا ينزع من شيء إلا شانه).
والمراد بالشيء هنا الإنسان كما يدل عليه سياق الكلام. والزين مأخوذ من الزينة وهي نوع من الجمال الظاهري والباطني.
الشين ضده وهو ما يؤدي إلى القبح في المظهر والمخبر.
والرفق هو الرقة واللين والرأفة والرحمة ومعالجة الأمور في تؤدة واتزان.
فهو جماع الخير كله وهو حسن الخلق في أسمى درجاته لأنه في الغالب يكون جبلة في صاحبه وطبعاً له لا يفارقه ولا يتخلى عنه أينما كان.